فشكوا في القرآن وقالوا هذا ملابسة ينقض بعضه بعضا نقول هذا بدء خلق آدم خلقه الله أول بدء من تراب ثم من طينة حمراء وسوداء وبيضاء من طينة طيبة وسبخة فكذلك ذريته طيب وخبيث أسود وأحمر وأبيض ثم بل ذلك التراب فصار طينا فذلك قوله من طين فلما لصق الطين بعضه ببعض فصار طينا لازبا بمعنى لاصقا ثم قال من سلالة من طين 12 المؤمنون يقول مثل الطين إذا عصر انسل من بين الأصابع ثم نتن فصار حمأ مسنونا فخلق من الحمأ فلما جف صلصالا كالفخار يقول صار له صلصلة كصلصلة الفخار له دوى كدوى الفخار .
فهذا بيان خلق آدم وأما قوله من سلالة من ماء مهين 8 السجدة فهذا بدء خلق ذريته من سلالة يعنى النطفة إذا انسلت من الرجل فذلك قوله من ماء يعنى النطفة مهين يعني ضعيف فهذا ما شكت فيه الزنادقة .
المسألة الخامسة وأما قوله رب المشرق والمغرب 28 الشعراء رب المشرقين ورب المغربين 17 الرحمن ورب المشارق والمغارب 40 المعارج فشكوا في القرآن وقالوا كيف يكون هذا من الكلام المحكم .
أما قوله رب المشرق والمغرب فهذا اليوم الذي يستوي فيه الليل والنهار أقسم الله بمشرقه ومغربه وأما قوله رب المشرقين ورب المغربين فهذا أطول يوم في السنة وأقصر يوم في السنة وأقسم الله بمشرقهما ومغربهما وأما قوله رب المشارق ورب المغارب فهو مشارق السنة ومغاربها فهذا ما شكت فيه الزنادقة .
المسألة السادسة وأما قوله وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون 47 الحج وقال في آية أخرى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في