أنا أجد آية في كتاب الله تبارك وتعالى تدل على القرآن أنه مخلوق فقلنا في أي آية فقال ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث 2 الأنبياء فزعم أن الله قال للقرآن محدث وكل محدث مخلوق .
فلعمري لقد شبه على الناس بهذا وهي آية من المتشابه فقلنا في ذلك قولا واستعنا بالله ونظرنا في كتاب الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أعلم أن الشيئين إذا اجتمعا في اسم يجمعهما فكان أحدهما أعلى من الآخر ثم جرى عليهما اسم مدح فكان أعلاهما أولى بالمدح وأغلب عليه وإن جرى عليه اسم ذم فأدناهما أولى به ومن ذلك قول الله تعالى في كتابه إن الله بالناس لرؤوف رحيم 65 الحج عينا يشرب بها عباد الله 6 الإنسان يعنى الأبرار دون الفجار فإذا اجتمعوا في اسم الإنسان واسم العباد فالمعنى في قول الله جل ثناؤه عينا يشرب بها عباد الله يعنى الأبرار دون الفجار لقوله إذا انفرد الأبرار إن الأبرار لفي نعيم 14 الإنفطار وإذا انفرد الفجار وإن الفجار لفي جحيم 14 الإنفطار وقوله إن الله بالناس لرؤوف رحيم فالمؤمن أولى به وإن اجتمعا في اسم الناس لأن المؤمن إذا انفرد أعطى المدحة لقوله إن الله بالناس لرؤوف رحيم 143 البقرة وكان بالمؤمنين رحيما 43 الأحزاب وإذا انفرد الكفار جرى عليهم الذم في قوله ألا لعنة الله على الظالمين 18 هود .
وقال أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون 80 المائدة فؤلاء لا يدخلون في الرحمة وفي قوله ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض 27 الشورى فاجتمع الكافر والمؤمن في اسم العبد والكافر أولى بالبغي من المؤمنين لأن المؤمنين انفردوا ومدحوا فيما بسط لهم الرزق وهو قوله وإذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا 67 الفرقان وقوله ومما رزقناهم ينفقون 2 البقرة وقد بسط الرزق لسليمان