فلعمري لقد ادعى أمرا أمكنه فيه الدوى ولبس على الناس بما ادعى فقلنا إن الله في القرآن لم يسم كلامه شيئا إنما سمى شيئا الذي كان يقوله ألم تسمع إلى قوله تبارك وتعالى إنما قولنا لشيء 40 النحل فالشيء ليس هو قوله إنما الشيء الذي كان بقوله وفي آية أخرى إنما أمره إذا أراد شيئا 82 يس فالشيء ليس هو أمره إنما الشيء الذي كان بأمره .
ومن الأعلام الدلالات أنه لا يعنى كلامه مع الأشياء المخلوقة قال الله للريح التي أرسلها على عاد تدمر كل شيء بأمر ربها 5 الأحقاف وقد أتت تلك الريح على أشياء لم تدمرها منازلهم ومساكنهم والجبال التي بحضرتهم فأتت عليها تلك الريح ولم تدمرها وقال تدمر كل شيء .
فكذلك إذا قال خالق كل شيء لا يعنى نفسه ولا علمه ولا كلامه مع الأشياء المخلوقة .
وقال لملكة سبأ وأوتيت من كل شيء 23 النمل وقد كان ملك سليمان شيئا ولم تؤته وكذلك إذا قال خالق كل شيء لا يعنى كلامه مع الأشياء المخلوقة .
وقال الله لموسى واصطنعتك لنفسي 41 طه يحذركم الله نفسه 28 آل عمران .
وقال كتب ربكم على نفسه 54 الأنعام .
وقال تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك 116 المائدة .
ثم قال كل نفس ذائقة الموت 185 آل عمران .
فقد عرف من عقل عن الله أنه لا يعنى نفسه مع الأنفس التي تذوق الموت وقد ذكر الله D كل نفس فكذلك إذا قال خالق كل شيء لا يعنى نفسه ولا علمه ولا كلامه مع الأشياء المخلوقة .
ففي هذا دلالة وبيان لمن عقل عن الله فرحم الله من فكر ورجع عن القول الذي