وأما قول سيبويه في قوله .
1022 - ( آليت حب العراق الدهر أطعمه ... ) .
إن أصله آليت على حب العراق مع إمكان جعله على الاشتغال وهو قياسي بخلاف حذف الجار فجوابه أن أطعمه بتقدير لا أطعمه ولا النافية في جواب القسم لها الصدر لحلولها محل أدوات الصدور كلام الابتداء وما النافية وماله الصدر لا يعمل ما بعده فيما قبله وما لا يعمل لا يفسر عاملا .
وإنما قال في ( قل اللهم فاطر السموات والأرض ) إنه على تقدير يا ولم يجعله صفة على المحل لأن عنده أن اسم الله سبحانه وتعالى لما اتصل به الميم المعوضة عن حرف النداء أشبه الأصوات فلم يجز نعته .
وإنما قال في قوله .
1023 - ( اعتاد قلبك من سلمى عوائده ... وهاج أحزانك المكنونة الطلل ) .
( ربع قواء أذاع المعصرات به ... وكل حيران سار ماؤه خضل ) .
إن التقدير هو ربع ولم يجعله على البدل من الطلل لأن الربع أكثر منه فكيف يبدل الأكثر من الأقل ولئلا يصير الشعر معيبا لتعلق أحد البيتين بالآخر إذ البدل تابع للمبدل منه ويسمي ذلك علماء القوافي تضمينا ولأن أسماء الديار قد كثر فيها أن تحمل على عامل مضمر يقال دار مية وديار الأحباب رفعا بإضمار هي ونصبا بإضمار اذكر فهذا موضع ألف فيه الحذف