( فإن مت فانعيني بما أنا أهله ... وشقي علي الجيب يا بنة معبد ) .
فتأويله فإن مت قبلك لا بد من أن يكون الكلام معقودا على هذا لأنه معلوم أنه لا يكلفها نعيه والبكاء عليه بعد موتها إذ التكليف لا يصح إلا مع القدرة والميت لا قدرة فيه بل لا حياة عنده وهذا واضح وهو شيء اعترض الكلام فقلنا فيه ثم ن عود إلى أمر الواو .
واعلم أن حرف العطف هذا قد حذف في بعض الكلام إلا أنه من الشاذ الذي لا ينبغي لأحد أن يقيس عليه غيره حدثنا أبو علي قال حكى أبو عثمان أكلت لحما سمكا تمرا يريد لحما وسمكا وتمرا وقال .
( مالي لا أبكي على علاتي ... صبائحي غبائقي قيلاتي ) .
أراد وغبائقي وقيلاتي فحذف حرف العطف وهذا عندنا ضعيف في القياس معدوم في الاستعمال ووجه ضعفه أن حرف العطف فيه ضرب من الاختصار وذلك أنه قد أقيم مقام العامل ألا ترى أن قولك قام زيد وعمرو أصله قام زيد وقام عمرو فحذفت قام الثانية وبقيت الواو كأنها عوض منها فإذا ذهبت تحذف الواو النائبة عن الفعل تجاوزت حد