ختامها فتح رأسها وإنما تغرف بعد أن تفتح فقد علمت أن قدحت مقدم في اللفظ مؤخر في المعنى وعلى هذا يتوجه قوله تعالى ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) فبدأ بالسجود قبل الركوع لفظا وهو مؤخر معنى ولذلك لم يلزم عند أبي حنيفة وأصحابه من قوله عز اسمه ( إذا قمتم إلى الصلاة ) الآية تقديم بعض الأعضاء على بعض في الغسل وذلك أنها معطوفة بالواو لا ترتيب فيها وكلمني بعضهم فقال أنا أوجدك في الآية ترتيبا وهو قوله تعالى ( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ) قال والفاء للترتيب بلا خلاف وحكى ذلك عن بعض متأخريهم وأحسبه ابن القطان C فقلت له قد ذهب عليك ما في الحال وذلك أن معنى قوله تعالى ( إذا قمتم إلى الصلاة ) أي إذا عزمتم على الصلاة وأردتموها وليس الغرض والله أعلم في ( قمتم ) النهوض والانتصاب لأنهم قد أجمعوا أنه لو غسل أعضاءه قبل الصلاة قائما أو قاعدا لكان قد أدى فرض هذه الآية فالفاء إذن إنما رتبت الغسل والمسح عقيب الإرادة والعزم ولم تجعل للغسل مزية في التقدم على المسح لأن المسح معطوف على الغسل بالواو في قوله ( وامسحوا ) فجرى هذا مجرى قولك إذا قمت