ليس نحو زيدا ليس أخوك ومنطلقين ليس أخواك . وامتناع أبى العباس من ذلك خلاف للفريقين : ( البصريين والكوفيين ) وترك لموجب القياس عند النظار والمتكلمين وقد ذكرنا ذلك في غير مكان .
ويجوز تقديم المفعول له على الفعل الناصبه نحو قولك : طمعا في برك زُرتك ورغبة في صلتك قصدتك .
ولا يجوز تقديم المفعول معه على الفعل نحو قولك : والطيالسة جاء البرد من حيث كانت صورة هذه الواو صورة العاطفة ألا تراك لا تستعملها إلا في الموضع الذي لو شئت لاستعملت العاطفة فيه نحو جاء البرد والطيالسة . ولو شئت لرفعت الطيالسة عطفا على البرد . وكذلك لو تُركتَ والأسد لأكلك يجوز أن ترفع الأسد عطفا على التاء . ولهذا لم يُجز أبو الحسن جئتك وطلوع الشمس أي مع طلوع الشمس لأنك لو أردت أن تعطف بها هنا فتقول : أتيتك وطلوعُ الشمس لم يجز لأن طلوع الشمس لا يصح إتيانه لك . فلما ساوقتْ حرفَ العطف قبح والطيالسة جاء البرد كما قبح وزيد قام عمرو لكنه يجوز جاء والطيالسة البردُ كما تقول : ضربت وزيدا عمرا قال : .
( جمعتَ وفحشا غِيبة ونِميمة ... ثلاثَ خِصال لستَ عنها بمرعوِ )