لفُروده وشذوذه عما عليه عقْد هذا الموضع . ألا تراك لا تقول : مررت بوجهُهُ حسن ولا نظرت إلى غلامُه سعيد . فأما قولهم بدأت بالحمدُ لله وانتهيت من القرآن إلى ( أتى أمرُ الله ) ونحو ذلك فلا يدخل على هذا القول من قبل أن هذه طريق الحكاية وما كان كذلك فالخطب فيه أيسر والشناعة فيه أو هي وأسقط . وليس ما كنا عليه مذهبا له تعلق بحديث الحكاية . وكذلك إن كانت الصفة جملة لم يُجز أن تقع فاعله ولا مُقامة مقام الفاعل ألا تراك لا تجيز قام وجهه حسن ولا ضُرب قام غلامه وأنت تريد : قام رجل وجهه حسن ولا ضُرب إنسان قام غلامه . وكذلك إن كانت الصفة حرف جر أو ظرفا لا يستعمل استعمال الأسماء . فلو قلت : جاءني من الكرام أي رجل من الكرام . أو حضرني سواك أي إنسان سواك لم يحسن لأن الفاعل لا يحذف . فأما قوله : .
( أتنتهون ولن ينهى ذوى شَطَطٍ ... كالطعن يهلك فيه الزيت والفُتُل ) .
فليست الكاف هنا حرف جر بل هي اسم بمنزلة مثل كالتي في قوله : .
( على كالقَطَا الجوُنِىّ أفزعه الزجرُ ... ) .
وكالكاف الثانية من قوله : .
( وصالياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ ... )