هذا دعاء منه صار تقديره أدعوك وأرشدك إلى أن تزكى . وعليه قول الفرزدق : .
( كيف ترانى قاليا مِجَنِّى ... أضربُ أمرى ظهره للبطن ) .
( قد قتل الله زيادا عنّى ... ) .
لما كان معنى قد قتله : قد صرفه عداه بعن .
ووجدت في اللغة من هذا الفن شيئا كثيرا لا يكاد يُحاط به ولعله لو جُمع أكثره ( لا جميعه ) لحاء كتابا ضخما وقد عرفت طريقه . فإذا مر بك شئ منه فتقبَّله وأنس به فإنه فصل من العربية لطيف حسن يدعو إلى الأنس بها والفقاهة فيها . وفيه أيضا موضع يشهد على من أنكر أن يكون في اللغة لفظان بمعنى واحد حتى تكلف لذلك أن يوجد فرقا بين قعد وجلس وبين ذراع وساعد ألا ترى أنه لما كان رفث بالمرأة في معنى أفضى اليها جاز أن يتبع الرفث الحرفُ الذي بابه الإفضاء وهو ( إلى ) . وكذلك لما كان ( هل لك في كذا ) بمعنى