وبيت أُمَيَّة : .
( بالوارث الباعث الأموات قد ضمِنَتْ ... إيَّاهم الأرضُ في دهر الدهارير ) .
وكذلك قد يستعمل المتّصل موضع المنفصل نحو قوله : .
( فما نبالى إذا ما كنتِ جارتنا ... ألا يجاورنا إلاَّكِ دَيَّارُ ) .
فإن قلت : زعمت أن المتصل آثر في نفوسهم من المنفصل وقد ترى إلى كثرة استعمال المنفصل موضع المتصل استعمال المتصل موضع المنفصل فهَّلا دلَّك ذلك على خلاف مذهبك .
قيل : لمّا كانوا متى قَدَروا على المتّصل لم يأتوا مكانه بالمنفصل غلب حكم المتصل فلمّا كان كذلك عّوضوا منه أن جاءوا في بعض المواضع بالمنفصل في موضع المتصل كما قلبوا الياء إلى الواو في نحو الشَرْوَى والفتوى لكثرة دخول الياء على الواو في اللغة .
ومن ذلك قولنا : ألا قد كان كذا وقول الله سبحانه ( ألا إِنهم يَثْنُون صُدُوَرهُمْ ) ف ( ألاَ ) هذه فيها هنا شيئان : التنبيه وافتتاح الكلام فإذا جاءت معها ( يا ) خلصت افتتاحا ( لا غير ) وصار التنبيه الذي كان فيها ل ( يا ) دونها . وذلك نحو قول الله عزَّ اسمه : ( أَلاَ يَا اسْجُدُوا لِلّهِ ) وقول الشاعر : .
( ألا يا سَنَا برقٍ على قُلَل الحِمَى ... لَهنَّكَ من برق علىّ كريم )