فإن قلت : ألا تعلم أن ( ما ) على بنائها لأنها على حرفين الثاني منهما حرف لين فكيف تجوز إضافة المبنيّ قيل ليس المضاف ( ما ) وحدها إنما المضاف الاسم المضموم إليه ( ما ) فلم تَعْدُ ( ما ) هذه أن تكون كتاء التأنيث في نجْو هذه جاريةُ زيد أو كالألف والنون في سِرْجان عمرو أو كياءى الإضافة في بصرىّ القوم أو كألِفى التأنيث في صحراء زُمّ أو كالألِف والتاء في : .
( في غائلات الحائر المتوّه ... ) .
فهذا وجه .
وإن شئت قلت : و ( ما ) في إضافة المبنىّ ألا ترى إلى إضافة ( كم ) في الخبر نحوكم عبد ملكت وهي مبنية وإلى إضافة أيّ من قول الله سبحانه ( ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ من كلّ شِيعَةٍ أيُّهُمْ أَشَدُّ عَلى الرَّحمنِ عِتيَّا ) وهي مبنيّة عند سيبويه .
وأيضا فلو ذهب ذاهب واعتقد معتقد أن الإضافة كان يجب أن تكون داعية إلى البناء من حيث كان المضاف من المضاف إليه بمنزلة صدر الكلمة من عَجُزها وبعض الكلمة صوت والأصواتُ إلى الضعف والبناء لكان قولا !