ومنه القَرْمة وهي الفَقْرة تُحزّ على أنف البعير . وقريب منه قلّمت أظفاري لأن هذا انتقاص للظُفُر وذلك انتقاص للجِلْد . فالراء أخت اللام والعَمَلان متقارِبان . وعليه قالوا فيها : الجَرْفة من ( ج ر ف ) وهي أخت جَلَفت القَلَم إذا أخذت جُلفته وهذا من ( ج ل ف ) وقريب منه الجنَفَ وهو المَيْل وإذا جَلَفت الشئ أو جَرفته فقد أملَتْه عمّا كان عليه وهذا من ( ج ن ف ) .
ومثله تركيب ( ع ل م ) في العلامة والعَلَم . وقالوا مع ذلك : بَيْضة عَرْماء أعرم إذا كان فيهما سواد وبياض وإذا وقع ذلك بأَن أحد اللونين من صاحبه فكان كل واحد منهما عَلَما لصاحبه . وهو من ( ع ر م ) قال أبو وَجْزة السعديّ : .
( ما زِلن يَنْسُبن وَهْنا كلَّ صادِقةٍ ... باتت تباشِر عُرْما غير أزواجِ ) .
( حتى سَلَكن الشَوَى مِنهن في مَسَكٍ ... مِن نَسْل جَوّابةِ الآفاقِ مِهداج ) .
ومن ذلك تركيب ( ح م س ) و ( ح ب س ) قالوا : حبست الشئ وحمس الشرّ إذا اشتدّ . والتقاؤهما أن الشيئين إذا حبس أحدهما صاحبه تمانعا وتعازّا فكان ذلك كالشرّ يقع بينهما