ومنها اقتراب الأصلين ثلاثيّا أحدهما ورباعيّا صاحبُه أو رباعيّا أحدهما وخماسيّا صاحبه كدَمِثٍ ودِمَثْر وسَبِط وسِبَطْرٍ ولؤلؤ ولآل والضَبَغْطَى والضَبَغَطْرَىَ . ومنه قوله : .
( قد دَرْدَبَتْ والشيخُ دَرْدَبيس ... ) .
وقد مضى هذا ايضا .
ومنها التقديم والتأخير على ما قلنا في الباب الذي قبل هذا في تقليب الأصول نحو ( ك ل م ) و ( ك م ل ) و ( م ك ل ) ونحو ذلك . وهذا كله والحروف واحدة غير متجاورة . لكن من وراء هذا ضرب غيره وهو أن تتقارب الحروف لتقارب المعاني . وهذا باب واسع .
من ذلك قول الله سبحانه : ( ألم تر أَنَّا أرسلنا الشياطِين على الكافرين تَؤُزُّهم أَزّا ) أي تزعجهم وتقلقهم . فهذا في معنى تهزُّهم هَزّا والهمزة أخت الهاء فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين . وكأنهم خَصّوا هذا المعنى بالهمزة لأنها أقوى من الهاء وهذا المعنى أعظم في النفوس من الهزّ لأنك قد تهزّ ما لا بال له كالجِذْع وساقِ الشجرة ونحو ذلك .
( ومنه العَسْف والأسَف والعين أخت الهمزة كما أن الأسف يعسِف النفْس وينال منها والهمزة أقوى من العين كما أن أسَف النفس أغلظ من التردّد بالعسْف . فقد ترى تصاقُب اللفظين لتصاقب المعنيين