فأشبه الجملة كرجل سمَّيته بِلعلَّ فإنك تحكى الاسم لأنه حرف ضُمَّ إليه حرف وهو ( عَلَّ ) ضَّمت إليه اللام كما أنك لو سمّيته بأنت لحكيته أيضا فقلتْ : رأيت أنت ولعلَّ فكانت الفتحةُ في التاء بعد التسمية به هي التي كانت فيه قبلها لكنك إن سمَّيته بأولاء أعربته فقلت : هذا أولاء ورأيت أولاءً ومررت بأولاٍء فكانت الكسرة الآن فيه إعرابا لا غير لأن أولاء اسم مفرد مثاله فُعَال كغُرابٍ وعُقابٍ .
ومن الحركات في هذا الباب أن ترخّم اسم رجل يسمى منصورا فتقول على لغة من قال يا حارِ : يا مَنْصُ ومَن قال يا حارُ قال كذلك أيضا بضّم الصاد في الموضعين جميعا . أما على يا حارِ فلأنك حذفت الواو وأقررت الضمَّة بحالها كما أنك لمَّا حذفت الثاء أقررت الكسرة بحالها . وأمَّا على يا حارُ فلأنك حذفت الواو والضمة قبلها كما أنك في يا حارِ حذفت الثاء والكسرة قبلها ثم اجتلبت ضّمة النداء فقلت : يا مَنْصُ . فاللفظان كما ترى واحد والمعنيان مختلفان .
وكذلك إن سمّيته بُيْرثُنٍ وثُرتْمُ ويعقوب ويربوع ويعسوب .
ومثلُ ذلك قول العرب في جمع الفُلكِ : الفُلْك كسَّروا فُعْلا على فُعْلٍ من حيث كانت فُعْل تعاقب فَعَلاً على المعنى الواحد نحو الشُغْل والشَغَلِ والبُخْلِ والبَخَل والعَجَم والعُرْب والعَرَب . وفَعَلٌ ممَّا يكسَّر على فُعْل كأَسَدٍ