فلمّا كانا كذلك - وإنما بينهما اختلاف حرف اللين لا غير ومعلوم مع ذلك قرب الياء من الألف وأنها أقرب إلى الياء منها إلى الواو - كُسِّر أحدهما على ما كُسِّر عليه صاحبه فقيل : دِرع دِلاص وأدرع دِلاص كما قيل : ظرِيف وظراف وشِريف وشِراف .
ومثل ذلك قولهم في تكسير عُذَافِر وجُوَالقِ : عَذافِر وجَوالِق وفي تكسير قُناقِنٍ : قَنَاقِن وهُداهِدٍ : هَداهِد قال الراعي : .
( كهُداهِدٍ كَسَر الرُّماةُ جَنَاحَه ... يدعو بِقارِعةِ الطرِيق هَدِيلا ) .
فألف عُذافِرٍ زيادة لحقت الواحد للبناء لا غير وألف عَذافِر ألفُ التكسير كألف دَراهم ومنابر . فألف عُذافِر تُحذَف كما تحذف نون جَحَنْفَلٍ في جحافِل وواو فَدَوْكسٍ في فداكِس وكذلك بقيَّة الباب .
وأغمض من ذلك أن تسمي رجلا بِعَبَالً وحَمَارٍّ جمع عَبَالَّة وحَمارَّةٍ على حدّ قولك : شجرة وشجر ودجاجة ودجاج فتصِرف فإن كسَّرت عبالا وحمارّا هاتين قلت : حَمَارُّ وعَبَالُّ فلم تصرف لأن هذه الألف الآن ألفُ التكسِير بمنزلة ألف مخادّ ومَشادّ جمع مِخدةٍ ومِشَدّ . أفلا نرى إلى هاتين الألفين كيف أتفّق لفظاهما واختلف معناهما ولذلك لم تصرف الثاني لِما ذكرنا وصرفت الأوّل