وثرثارة : إن الأصل فيها ثَّرارة فأبدل من الراء الثانية ثاء فقالوا : ثرثارة . وكذلك طَرَد هذا الطرد . وهذا وإن كان عندنا غلطا لإبدال الحرف مما ليس من مخرجه ولا مقارِبا في المخرج له فإنه شِقّ آخرَ من القول . ولم يدّع أبو بكر فيه تكرير الفاء وإنما هي عين أبدلت إلى لفظ الفاءِ فأمّا أن يدّعى أنها فاء مكررة فلا .
فهذا طريق تزاحُم الرباعيّ مع الثلاثيّ . وهو كثير جدّا فاعرفه وتوق حمله عليه أو خَلْطه به ومِز كلّ واحد منهما عن صاحبه ووالِهِ دونه فإن فيه إشكالا . وأنشدني الشجريُّ لنفسه : .
( أناف على باقي الجمالِ ودفَّفت ... بأنوار عُشْبٍ مخضئلِّ عوازِبه ) .
وأما تزاحُم الرباعيّ مع الخماسي فقليل . وسبب ذلك قلَّة الأصلين جميعا فلما قَلاَّقَلَّ ما يعرض من هذا الضرب فيهما إلا أن منه قولهم : ضَبَغْطى وضَبْغطرى وقوله أيضا : .
( قد دَرْدَبَتْ والشيخُ دَرْدَبيسُ ... ) .
ف ( دردبت ) رباعيّ و ( دردبيس ) خماسيّ . ولا أدفع أن يكون استكره نَفْسَه على أن بنى من ( دردبيس ) فِعْلا فحذَف خامسه كما أنه لو بَنَى من سفرجل فعلا عن ضرورة لقال : سَفْرَج