ومراده فيهِ معروف وهو فيهِ غير معذور ومثله في الفصل قول الآخر فيما أنشده ابن الأعرابي .
( فأصَبحَتْ بعد خطَّ بهجتِها ... كأنَّ قَفْرا رُسومَها قَلَما ) .
أراد فأصبحت بعد بهجتها قفرا كأن قَلَما خَطّ رسومَها فأوقع من الفصل والتقديم والتأخير ما تراه .
وانشدنا أيضا .
( فَقدْ والشكُ بينّ لي عَناءٌ ... بَوشْكِ فِراقهم صُرَدٌ يصِيح ) .
أراد فقد بيَّن لي صُرَد يصيح بوشْكِ فراقهم والشكُّ عناء فقد ترى إلى ما فيهِ من الفصول التي لا وجه لها ولا لشىء منها .
وأغربُ من ذلك وأفحش وأذهب في القبح قول الآخَر .
( لها مُقْلتا حوراءَ طُلَّ خَميِلةً ... مِن الوحِش ما تنفكّ تَرْعَى عَرَارُها ) .
أراد لها مقلتا حوراء من الوحش ما تنفكُّ ترعى خميلة طُلّ عرارها فمثل هذا لا نجيزه للعربيّ أصلا فضلا عن أن نتّخذه للمولَّدين رَسْما .
وأمّا قول الآخر .
( معاوىَ لم ترع الأمانةَ فارعها ... وكن حافظا للّه والدينِ شاكِر ) .
فحسن جميل وذلك أنّ شاكِرَ هذه قبيلة وتقديره معاوى لم ترعى الأمانة شاكرُ فارعَها أنت وكن حافظا للّه والدين فأكثر ما في هذا الاعتراضُ بين الفعل والفاعل