وأصدقاء وعُشَراء وبابها إن الأِلفين للتأنيث وإنما صاحبة التأنيث منهما الأخيرة التي قُلِبت همزة لا الأولى وإنما الأُولى زيادة لحقت قبل الثانية التى هي كأِلف سَكْرَى وعَطْشَى فلمَّا التقت الأِلفان وتحرّكت الثانية قُلبت همزة ويدلّ على ان الثانية للتأنيث وأن الأولى ليست له أنك لو اعتزمت إِزالة العَلامة للتأنيث في هذا الضرب من الأسماء غيَّرت الثانية وحدها ولم تعرِض للاولى وذلك قولهم حمراوانِ وعُشَراوات وصحراوِىّ وهذا واضح .
قال أبو على C ليس بنت من ابن كصعْبٍة من صَعْبٍ إِنما تأنيث ابن على لفظه ابنة والأمرعلى ما ذَكَر .
فإن قلت فهل في بنت وأُخت عَلَم تأنيث أوْلا .
قيل بل فيهما عَلَم تأنيث فإن قيل وما ذلك العَلَم قيل الصيغة فيهما علامة تأنيثهما وذلك أن أصل هذين الاسمين عندنا فَعَل بنَو واخَو بدلالة تكسيرهم إيّاهما على أفعالٍ في قولهم أبناء وآخاء قال بِشر بن المهلَّب .
( وجدتم بنيكم دوننا إذا نُسِبتم ... وأىُّ بِني الآخاءِ تنبو مناسِبة ) .
فلمَّا عُدِلا عن فَعَلٍ إلى فِعْلٍ وفُعْلٍ وأبدلت لا ماهما تاء فصارتا بنتا وأُختا كان هذا العمل وهذه الصيغة عَلَما لتأنيثهما ألا تراك إِذا فارقْتَ هذا الموضع من التأنيث رفضت هذه الصيغة اٌلبتَّة فقلت في الإضافة إِليهما بَنَوِىّ وأَخَوِىّ كما أنك إِذا أضفت إلى ما فيه علامة تأنيث أزلتها اٌلبتة نحو حمراويّ وطَلْحِيّ وحُبْلَويّ فأمّا قول يونس بِنْتيّ وأخْتيّ فمردود عند سيبويه وليس هذا الموضع موضوعا للحكم بينهما وإن كان لقول يونس اصول تجتذبه وتسوِّغه