باب في إسقاط الدليل .
وذلك كقول أبي عثمان لا تكون الصفة غير مُفيدة فلذلك قُلْت مررت برجل أفعل فصرف أفعل هذه لمَّا لم تكن الصفة مفيدة وإسقاط هذا أن يقال له قد جاءت الصفة غير مفيدة وذلك كقولك في جواب من قال رأيت زيدا آلمِنيّ يا فتى فالمنىّ صفة وغير مفيدة .
ومن ذلك قول البغدادّيين إن الاسم يرتفع بما يعود عليه من ذِكره نحو زيد مررت بِه وأخوك أكرمته فارتفاعه عندهم إنما هو لأن عائدا عاد عليه فارتفع بذلك العائد وإسقاط هذا الدليل ان يقال لهم فنحن نقول زَيْدٌ هل ضربته واخوك متى كلَّمته ومعلوم أن ما بعد حرف الاستفهام لا يعمل فيما قبله فكما اعتبر ابو عثمان انَّ كل صفة فينبغى ان تكون مفيدة فأُوجِدَ أنّ من الصفاتِ ما لا يفيد وكان ذلك كَسْرا لقوله كذلك قول هؤلاء إن كلّ عائد على اسم عارٍ من العوامل يرفعه يفِسده وجود عائد على اسم عارٍ من العوامل وهو غير رافع له فهذا طريق هذا