ومن الاستحسان قولهم صِبْية وقِنْية وعِذْيٌ وبِلْىُ سَفَرٍ وناقةٌ عِلْيان ودَبَّةٌ مِهْيار فهذا كلّه استحسان لا عن استحكام علّة وذلك أنهم لم يعتدّوا الساكن حائلا بين الكسرة والواو لضعفه وكلّه من الواو وذلك إن قِنية من قَنَوْت ولم يُثْبت أصحابنا قَنَيْت وإن كان البغداديّون قد حَكَوها وصبِية من صبوت وعِلْية من علوت وعِذْي من قولهم أرَضُون عَذَوَات وبِلْى سفرٍ من قولهم في معناه بِلْوٌ أيضاً ومنه البلوى وإن لم يكن فيها دليل إلاّ أن الواو مطّردة في هذا الأصل قال .
( فأبلاهما خيرَ البلاءِ الذي يَبْلو ... ) .
وهو راجع إلى معنى بِلْو سفر وقالوا فلان مَبْلُوّ بمحنة وغير ذلك والأمر فيه واضح وناقة عِلْيان من علوت أيضاً كما قيل لها ناقة سِناد أى أعلاها متسانِد إلى أسفلها ومنه سَنَدْنا إلى الجبل أى علونا وقال الأصمعي قيل لأعرابيّ ما الناقة القِرْواح فقال التي كأنها تمشي على أرماح ودبَّة مهيار من قولهم هار يَهُور وتهوّر الليل على أن أبا الحسن قد حَكَى فيهِ هار يهِير وجعل الياء فيه لغة وعلى قياس قول الخليل في طاح يَطِيح وتاه يتيه لا يكون في يهِير دليل لأنه قد يمكن أن يكون فَعِل يَفْعِل مثلهما وكلّه لا يقاس ألا تراك لا تقول في جِرْوٍ جِرْى ولا في عِدْوة الوادي عِدْية ولا نحو ذلك ولا يجوز في قياس قول من