واوا من غير استحكام علّة أكثر من أنهم أرادوا الفرق بين الاسم والصفة وهذه ليست عِلّة معتدّة ألا تعلم كيف يشارك الاسم الصفة في أشياء كثيرة لا يوجبون على أنفسهم الفرق بينهما فيها من ذلك قولهم في تكسير حَسَن حِسان فهذا كجبلٍ وجبال وقالوا فَرَس وَرْد وخيل وُرْد فهذا كسَقْف وسُقْف .
وقالوا رجل غَفُور وقوم غُفُر وفخور وفُخُر فهذا كعمود وعُمُد وقالوا جمل بازل وإبل بوازل وشُغُل شاغل وأشغال شواغل فهذا كغارِب وغوارب وكاهل وكواهل ولسنا ندفع أن يكونوا قد فَصَلوا بين الاسم والصفة في أشياء غير هذه إلاّ أن جميع ذلك إنما هو استحسان لا عن ضرورة علّة وليس بجارٍ مَجْرى رفِع الفاعل ونصب المفعول ألا ترى أنه لو كان الفرق بينهما واجباً لجاء في جميع الباب كما أن رفع الفاعل ونصب المفعول منقادٌ في جميع الباب .
فإن قلت فقد قال الجعديّ .
( حتى لحِقنا بهم تُعْدِى فوارسُنا ... كأنَّنا رَعْنُ قُفٍّ يرفعُ الآلا )