فأمّا قولهم استنْوق الجمل واستَتْيَست الشاة واستَفْيل الجمل فكأنه أسهلُ من استحوذ وذلك أن استحوذ قد تقدّمه الثلاثيّ معتلاّ نحو قوله .
( يحوذُهنّ وله حُوذِىُّ ... كما يحوذ الفِئةَ الكمِىُّ ) .
يروى بالذال والزاي يحوذهن ويحوزهن فلما كان استحوذ خارجاً عن معتلّ أعنى حاذ يحوذ وجب إِعلاله إلحاقاً في الإعلال بهِ وكذلك باب أقام وأطال واستعاذ واستزاد مما يسكن ما قبل عينه في الأصل ألا ترى أن أصل أقام أقْوم وأصل استعاذ استعْوَذ فلو أُخلِينا وهذا اللفظَ لاقتضت الصورة تصحيح العين لسكون ما قبلها غير أنه لَمّا كان منقولا وَمُخْرجاً من معتلّ هو قام وعاذ أُجْرِى أيضاً في الإعلال عليه وليس كذلك استنوق الجمل واستتيست الشاة لأن هذا ليس منه فِعْل معتلّ ألا تراك لا تقول نَاقَ ولا تاسَ إنما الناقة والتيس اسمان لجوهر لم يُصَرَّف منهما فِعْل معتلّ فكان خروجهما على الصحّة أمثل منه في باب استقام واستعاذ وكذلك استَفْيل .
ومع هذا أيضاً فإن استنوق واستتيس شاذّ ألا تراك لو تكلّفت أن تأتي باستفعل من الطَود لما قلت استطْوَد ولا من الحُوت استحْوَت ولا من الخُوط استَخْوط ولكان القياس أن تقول استطاد واستحات واستخاط