قيل : هذا كله وغيره مما هو جار مجراه محمول عندنا على معناه دون لفظه ألا ترى أن المعنى : وشعري متناهٍ في الجودة على ما تعرفه وكما بلغك وقوله : إذِ الناس ناس أي : إذ الناس أحرار والبلاد أحرار وأنت أنت أي : وأنت المعروف بالكرم وهم هم أي : هم الذين أعرفهم بالشر والنُكْر لم يستحيلوا ولم يتغيرّوا .
فلولا هذه الأغراض وأنها مرادة معتزمَة لم يجز شيء من ذلك لتعرّي الجزء الآخر من زيادة الفائدة على الجزء الأوّل . وكأنه إنما أعيد لفظ الأوّل لضرب من الإدلال والثقة بمحصول الحال . أي أنا أبو النجم الذي يكتفي باسمه من صفته ونعته . وكذلك بقيّة الباب كما قال : .
( أنا الحُبَاب الذي يكفي سُمِي نسبي ... ) .
ونظر إليه شاعرنا وقَلَبه فقال : .
( ومن يصفِك فقد سمَّاكِ للعرب ... ) .
ولكن صحّة المسألة أن تقول : أحقّ الناس بمال أبيه أبرّهم به وأقومهم بحقوقه . فتزيد في الثاني ما ليس موجودا في الأوّل