ونحو من ذلك لفظ الدعاء ومجيئه على صورة الماضي الواقع نحو أيّدك الله وحرسك الله إنما كان ذلك تحقيقا له وتفؤّلا بوقوعه أن هذا ثابت بإذن الله وواقع غيرَ ذي شكّ . وعلى ذلك يقول السامع للدعاء إذا كان مريدا لمعناه : وقع إن شاء الله ووجب لا محالة أن يقع ويجب .
وأما قوله : .
( ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني ... ) .
فإنما حَكَى فيه الحال الماضية والحال لفظها أبدا بالمضارع نحو قولك : زيد يتحدّث ويقرأ أي هو في حال تحدّث وقراءة . وعلى نحو من حكاية الحال في نحو هذا قولك : كان زيد سيقوم أمس أي كان متوقَّعا ( منه القيام ) فيما مضى . وكذلك قول الطرِمَّاح : .
( . . . واستيجاب ما كان في غد ... ) .
يكون عذره فيه : أنه جاء بلفظ الواجب تحقيقا له وثقة بوقوعه أي إن الجميل منكم واقع متى أريد وواجب متى طُلِب .
وكذلك قوله : .
( أوديتُ إن لم تحب حَبْو المعتنِك ... ) .
جاء به بلفظ الواجب لمكان حرف الشرط الذي معه أي إن هذا كذا لا شكّ فيه فاللهَ اللهَ ( في أمري ) يؤكّد بذلك على حَكَم في قوله : .
( يا حَكَم الوارث عن عبد الملك ... )