قال صاحب الكتاب : أراد يا معاوية فرخَّمه على ياحارُ فصار يا معاوي ثم رخّمه ثانيا على قولك : يا حارِ فصار : يا معاوِ كما ترى . أفلا تراه كيف جمع بين الترخيمين : أحدهما على يا حارُ وهو الضعيف والآخر على يا حارِ وهو القويّ .
ووجه الحكمة ( في الجمع بين اللغتين ) : القويّة والضعيفة في كلام واحد هو : أن يُروك أن جميع كلامهم - وإن تفاوتت أحواله فيما ذكرنا وغيره - على ذُكْر منهم وثابت في نفوسهم . نعم وليؤنِّسوك بذاك حتى إنك إذا رأيتهم وقد جمعوا بين ما يَقْوى وما يضعف في عَقْد واحد ولم ( يتحامَوه ولم يتجنَّبوه ) ولم يقدح أقواهما في أضعفهما كنت إذا أفردت الضعيف منهما بنفسه ولم تضممه إلى القويّ فيتبينَ به ضعفُه وتقصيره عنه انسَ به وأقلَّ احتشاما لاستعماله فقد عرفت ما جاء عنهم من نحو قولهم : كل مُجْرٍ بالخَلاء يُسَرّ . وأنشد الأصمعيّ : .
( فلا تَصِلي بمطروق إذا ما ... سَرَى في القوم أصبح مستكينا ) .
( إذا شِرب المُرِضّةَ قال : أَوكِي ... على ما في سِقَائك قد روِينا )