فإذا كان كذلك فقول لِبِيد : .
( بِأَلُوكٍ فبذلنا ما سأل ... ) .
إنما هو عَفُول قدّمت عينه على فائه . وعلى أنه قد جاء عنهم أَلك يألك من الرسالة إلا أنه قليل .
وعلى ما قلنا فقوله : .
( أبلغ أبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكَةً ... غير الذي قد يقال مِلكذِبِ ) .
( إنما هي ) مَعْفُلة . وأصلها مَلْئُكة فقَلَب على ما مضى . وقد ذكرنا هذا الموضع في شرح تصريف أبي عثمان C .
فإن قلت : فمن أين لهذا الأعرابيّ - مع جفائه وغلظ طبعه - معرفُة التصريف حتى بنى من ( ظاهر لفظ ) مَلَكٍ فاعلا فقال : مالِك .
قيل : هَبْه لا يعرف التصريف ( أتراه لا ) يحسن بطبعه وقوّة نفسه ولطف حِسّه هذا القدر ! هذا ما لا يجب أن يعتقده عارف بهم أو آلِف لمذاهبهم لأنه وإن لم يعلم حقيقة تصريفه بالصنعة فإنه يجده بالقوّة ألا ترى أن أعرابيّا بايع أن يشرب عُلبة لبن ولا يتنحنح فلمّا شرب بعضها كظّه الأمر فقال : كبش أملح . فقيل له : ما هذا ! تنحنحت . فقال : من تنحنح فلا أفلح . أفلا تراه كيف