ما رواه الأصمعيّ عنهم من قوله : إذا فاق الشيءُ في بابه سمَّوه خارجيّا وأنشد بيت طُفَيل الغَنَويّ : .
( وعارضتها رهوا على متتابع ... شديد القُصَيري خارجيّ محنّب ) .
فقولهم في هذا المعنى : خارجيّ واستعمالهم فيه لفظ خرج من أوثق ما يستدلّ به على هذا المعنى وهو الغاية فيه . فاعرفه واشدد يدك به . باب فيما يُؤِمنه علم العربيّة من الاعتقادات الدينيّة .
اعلم أن هذا الباب من أشرف أبواب هذا الكتاب وأن الانتفاع به ليس إلى غاية ولا وراءه من نهاية . وذلك أن أكثر مَن ضلّ مِن أهل الشريعة عن القصد فيها وحاد عن الطريقة المثلى إليها فإنما استهواه ( واستخفّ حِلمه ) ضعفُه في هذه اللغة الكريمة الشريفة التي خوطب الكافّة بها وعرضت عليها الجنة والنار من حواشيها وأحنائها وأصل اعتقاد التشبيه لله تعالى بخلقه منها وجاز عليهم بها وعنها . وذلك أنهم لمّا سمعوا قول الله - سبحانه وعلا عما يقول الجاهلون علوّا كبيرا - ( يا حَسْرَتي عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْبِ الله ) وقوله - عزّ اسمه - ( فأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَّم وَجْهُ اللهِ ) وقوله : ( لِمَا خلقتُ بَيَديَّ ) وقوله