فإن قلت : فقد تقول : سرت من بغداد إلى البصرة نهرِ الدَيْر قيل : ليس هذا من حديث الجِوار في شيء وإنما هو من باب بدل البعض لأنه بعض طريق البصرة يدّل على ذلك أنك لا تقول : سرت من بغداد إلى البصرة ( نهر الأمير لأنه أطول من طريق البصرة ) زائد عليه والبدل لا يجوز إذا كان ( الثاني أكثر من الأوّل كما يجوز إذا كان ) الأوّل أكثر من الثاني ألا ترى أنهم لم يجيزوا أن يكون ( رَبْع ) من قوله : .
( اِعتاد قلبَك من سَلْمَى عوائدُه ... وهاج أهواءك المكنونةَ الطللُ ) .
( رَبْعُ قَوَاء أذاع المعِصراتُ به ... وكلُّ حَيْران سارٍ ماؤه خَضِل ) .
بدلا من ( الطلل ) من حيث كان الربع أكثر من الطلل . ولهذا ما حمله سيبويه على القطع والابتداء دون البدل والإتباع ( هذا إن ) أردت بالبصرة حقيقةَ نفِس البلد . فإن أردت جهتها وصُقْعها جاز : انحدرت من بغداد إلى البصرة نهرِ الأمير . وغرضنا فيما قدّمناه أن تريد ( بالبصرة ) نفس البلد البتّة