وجواب هذا أن الواو وإن زادت في عِدّة المعتدّ فإن الصوت أيضا ( بِلِينها يَلَذُّ وينعُم ) ألا ترى أن غُوورا وحوولا وإن كان أطول من سُوُك وسُوُر فإنه ليس فيه قلق سوك وسور فتوالي الضمتين مع الواو غير ( موفّ لك ) بلين الواو المنعِّمة للصوت . يدلّ على ذلك أنهم إذا أضافوا إلى نحو أُسَيِّد حذفوا الياء المحرّكة فقالوا أسَيْدِيّ كراهية لتقارب أربع ياءات فإذا أضافوا إلى نحو مُهَيِّيم لم يحذفوا فقالوا : مُهَيَّيميّ فقاربوا بين خمس ياءات لَمَّا مُطِل الصوت فلان بياء المدّ . وهذا واضح . فمذهب الكتاب - على شرفه وعلوّ طريقتِه - يدخل عليه هذا . وما قدّمناه نحن فيه لا يكاد يعرِض شيء من هذا الدَخَل له . فاعرفه وقِسه وتأتَّ له ولا تَحْرَجْ صَدْرا به . باب القول على فوائت الكِتاب .
اعلم أن الأمثلة المأخوذة على صاحبه سنذكرها ونقول فيها ما يَدْحَضُ عنه ظاهر معَرَّتها لو صحَّت عليه . ولو لم تكن فيها حيلة تدرأ شناعة إخلاله بها عنه لكانت مَعْلاة له لا مَزْراة عليه وشاهدة بفضله ونقصِ المتتبّع ( له بها ) لا نقصِه