ذكر معه كما تقول قتلت من كل قبيل وأكلت من كل طعام فيكتفي الفعل بما ذكر معه فكذلك هاهنا عمل الفعل في الجار والمجرور وأكتفى بذلك ثم ابتدأ فقال ( أيهم أشد ) فرفع ( أيهم ) بأشد كما رفع ( أشد ) بأيهم على ما عرف من مذهبنا .
والوجه الثاني ان الشيعة معناها الأعوان وتقدير الآية لننزعن من كل قوم شايعوا فتنظروا أيهم أشد على الرحمن عتيا والنظر من دلائل الاستفهام وهو مقدر معه وأنت لو قلت لأنظرن أيهم أشد لكان النظر معلقا لأن النظر والمعرفة والعلم ونحوهن من أفعال القلوب وأفعال القلوب يسقط عملهن إذا كان بعدهن استفهام فدل على أنه مرفوع لأنه مبتدأ .
والذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه ما حكاه أبو عمر الجرمي أنه قال خرجت من الخندق يعني خندق البصرة حتى صرت إلى مكة لم أسمع أحدا يقول اضرب أيهم أفضل أي كلهم ينصبون وكذلك لم يرو عن أحد من العرب اضرب أيهم أفضل بالضم فدل على صحة ما ذهبنا إليه .
والذي يدل على فساد قول من ذهب إلى أنه مبنى على الضم أن المفرد من المبنيات إذا أضيف أعرب نحو قبل وبعد فصارت الإضافة توجب إعراب الاسم وأي إذا إفردت أعربت فلو قلنا إنها إذا أضيفت بنيت لكان هذا نقضا للأصول وذلك محال .
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا إنما لنا إنها مبنية هاهنا على الضم وذلك لأن القياس يقتضى أن تكون مبنية في كل حال لوقوعها موقع حرف الجزاء والاستفهام والاسم الموصول كما بنيت من وما لذلك في كل حال إلا أنهم أعربوها حملا على نظيرها وهو بعض وعلى نقيضها