فليس سواها في موضع جر بالعطف على الضمير المخفوض في فيها وإنما هو منصوب على الظرف لأن العطف على الضمير المجرور لا يجوز وإنما هذا شيء تبنونه على أصولكم في جواز العطف على الضمير المخفوض وسنبين فساده مستقصى في موضعه إن شاء الله تعالى .
وأما ما رووه عن بعض العرب أنه قال أتاني سواؤك فرواية تفرد بها الفراء عن أبي ثروان وهي رواية شاذة غريبة فلا يكون فيها حجة .
والله أعلم .
40 - مسألة كم مركبة أو مفردة .
ذهب الكوفيون إلى أن كم مركبة وذهب البصريون إلى أنها مفردة موضوعة للعدد .
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا إنما قلنا ذلك لأن الأصل في كم ما زيدت عليها الكاف لأن العرب قد تصل الحرف في أوله وآخره فما وصلته في أوله نحو هذا وهذاك وما وصلته في آخره نحو قوله تعالى ( إما تريني ما يوعدون ) فكذلك هاهنا زادوا الكاف على ما فصارتا جميعا كلمة واحدة وكان الأصل أن يقال في كم مالك كما مالك إلا أنه لما كثرت في كلامهم وجرت على ألسنتهم حذفت الألف من آخرها وسكنت ميمها كما فعلوا في لم فصار كم مالك والمعنى كأى شيء مالك من الأعداد والدليل على ذلك قولهم كأين من رجل رأيت أي كم من رجل رأيت ونظيركم لم فإن الأصل في لم