وهي جملة خبرية فدل على أنه لا فرق في ذلك بين الجملة الأمرية والخبرية فوجب أن يكون المنادى محذوفا في قولهم يا نعم المولى ويا نعم النصير .
والذي يدل على فساد ما ذهبوا إليه أنا أجمعنا على أن الجمل لا تنادى وأجمعنا على أن نعم الرجل جملة وإن وقع الخلاف في نعم هل هي اسم أو فعل وإذا امتنع للاجماع قولنا يا زيد منطلق فكذلك يجب أن يمتنع يا نعم الرجل إلا على تقدير حذف المنادى على ما بينا .
وأما قولهم إن النداء لا يكاد ينفك عن الأمر أو ما جرى مجراه ولذلك لا يكاد يوجد في كتاب الله تعالى نداء ينفك عن أمر أو نهى قلنا لا نسلم بل يكثر مجىء الخبر والاستفهام مع النداء كثرة الأمر والنهى أما الخبر فقد قال الله تعالى ( يا عبادى لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ) وقال تعالى في موضع آخر ( يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ) وقال تعالى في موضع آخر ( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا ) وقال تعالى في موضع آخر ( يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل ) وقال تعالى في موضع آخر ( يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ) وقال تعالى في موضع آخر ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ) إلى غير ذلك من المواضع وأما الاستفهام فقد قال الله تعالى ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) وقال تعالى في موضع آخر ( يا أيها الذين