مَا بالُ الهمزةِ الأُولى إذا كانَ أصلهُ السكونُ لا تكونُ مثلَ همزةِ ( سَأْلٍ ورَأسً ) فقالَ : مِنْ قِبَلِ أَنَّ العينَ لا تجيء أبداً إلاّ وبعدَها مثلُها واللامُ قد تجيءُ بعدَها لامٌ لَيْسَتْ من لفظِها أَلا تَرى أَنَّ قِمَطراً وَهِدَمْلَةً قد جاءتِ اللامانِ مختلفتينِ .
قَالَ المازني : والقولُ عندي كَما قالَ .
قالَ : وسألته عن : هَذا أَفعلُ مِن هَذا ( مِن ) أَمَمْتُ : أَي : قصدتُ فَقالَ : أقولُ هذَا أَوَّمُ منهُ فجعلَها واواً حينَ تحركتْ بالفتحةِ كَما فعلوا ذلكَ في ( أَويدم ) فقلتُ لهُ : كيفَ تصنعُ بقولِهم : ( أَيِمَّةٌ ) ألا تَراها أَفْعَلَةً والفاءُ فيها هَمزةٌ فقال : لمّا حركوها بالكسرةِ جعلوها ياءً .
وقالَ الأخفشُ : لو بنيت مثلَ : أُبْلُمٍ مَنْ ( أَممْتُ ) لقلتَ : أُوَّمٌ أَجعلُها واواً .
قالَ المازني : فسألتنهُ : كيفَ تصغرُ ( أَيِمَّةً ) فقال : أُوَيِمّةً لأنَّها قد تحركتْ بالفتحةِ .
والمازني يرد هَذا ويقولُ : أُيَيْمَّةٌ والقياسُ عندَهُ أن يقولَ في هَذا أَفعلُ مِنْ هَذا مِنْ ( أَمَمْتُ ) وأَخواتِها هَذا أَيَمٌّ مِنْ هذَا ولا يُبدلُ الياءَ واواً لأنَّها قد ثبتت ياءً بدلاً منَ الهَمزةِ إلاّ هذهِ الهمزةَ إذا لم يلزمْها تحريكٌ فبنيتَ مثلَ ( الأُبْلُمِ ) مِنَ الأُدْمَةِ قلتَ : أُوْدُمٌ ومثلُ : إصْبَعٍ إيْدَمٌ ومثلُ ( أَفكلٍ ) أَأْدَمٌ وهذَا أصلُ تخفيفِ الهمزِ فإذَا احتجت إلى تحريكها في تكسيرٍ أو تصغيرٍ جعلتَ كُلَّ واحدةٍ منهن على لفظها الذي