فهؤلاء عندي إنّما أدخلوا الياءَ بعدَ أَن قالوا في الواحدِ حَيٌّ فأَجروهُ عليهِ .
وقَدْ قالَ ناسٌ مِنَ العربِ : حَيِيَ الرجلُ وحييتِ المرأةُ فَبَينَ وجرَى على القياسِ .
قالَ سيبويه : وأَخبرنا بهذه اللغةِ يونس قالَ : وسمعْنا مِنَ العربِ من يقولُ : أعيِيَاءُ وأَحيِيةٌ فَيبينُ وأَحسنُ ذلك أَنْ يُخفيهَا وتكونُ بزنتِها متحركةً وإذَا لم تكنِ الحركةُ لازمةً لم تدغمْ كَما قالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِىَ المَوْتى ) .
وتقولُ : رَجلٌ معيبةٌ فتَبينُ لأَنَّ الهاءَ غيرُ لازمةٍ وكذلكَ محيِيانٌ ومُعْيِبانٍ وحَيَيانٌ إذَا ثنيتَ الحَيا الذي تريدُ بهِ الغيثَ وأَمَّا تَحيةٌ فهيَ تَفْعِلَةٌ والهاءُ لازمةٌ .
قالَ سيبوبه في بابِ حيَّيتُ : ومِما جاءَ في الكلامِ علَى أَنَّ فِعلهِ مثلُ : بِعْتُ : آيٌ وغايةٌ وآيةٌ وهذَا ليسَ بمطردٍ وهوَ شَاذٌ وهو قولُ الخليلِ .
وقَالَ غيره : إنّما هي أَيَّةٌ وأَيٌ فَعْلٌ ولكنَّهم قلبوا الياءَ وأَبدلوا مكانَها الألفَ لإجتماعهما كما تكرهُ الواوانِ وكما قالوا : ذَوائبُ فأَبدلوا الواو كراهيةَ الهمزةِ وأَمَّا الخليلُ فكانَ يقولُ : جاءَ علَى أَن فِعلَهُ معتلٌّ وإنْ كانَ لم يتكلمْ بهِ كمَا قالوا : قَوَدٌ فجَاءَ كأَنَّ فِعْلهِ علَى الأَصلِ