.
وقد فرق سبحانه وتعالى بين كلامه وبين مداد كلماته بقوله تعالى ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا ) وكلمات الله غير مخلوقة والمداد الذى يكتب به كلمات الله مخلوق والقرآن المكتوب فى المصاحف غير مخلوق وكذلك المكتوب فى اللوح المحفوظ وغيره قال تعالى ( بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ ) وقال ( كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة ) وقال تعالى ( يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة ) وقال ( انه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون ) $ فصل .
فهذان المتنازعان اللذان تنازعا فى الأحرف التى أنزلها الله على آدم فقال أحدهما انها قديمة وليس لها مبتدأ وشكلها ونقطها محدث وقال الآخر انها ليست بكلام الله وانها مخلوقة بشكلها ونفطها وان القديم هو الله وكلامه منه بدأ واليه يعود منزل غير مخلوق ولكنه كتب بها وسؤالهما ان نبين لهما الصواب وأيهما أصح اعتقادا يقال لهما يحتاج بيان الصواب إلى بيان ما فى السؤال من الكلام المجمل