طوائف المسلمين بل الأئمة الأربعة وجمهور أصحابهم بريئون من ذلك ومن قال ان الحروف المعين أو الكلمة المعينة قديمة العين فقد ابتدع قولا باطلا فى الشرع والعقل .
ومن قال ان جنس الحروف التى تكلم الله بها القرآن وغيره ليست مخلوقة وان الكلام العربى الذى تكلم به ليس مخلوقا والحروف المنتظمة منه جزء منه ولازمة له وقد تكلم الله بها فلا تكون مخلوقة فقد أصاب .
وإذا قال ان الله هدى عباده وعلمهم البيان فانطقهم بها باللغات المختلفة وأنعم عليهم بان جعلهم ينطقون بالحروف التى هى مبانى كتبه وكلامه وأسمائه فهذا قد أصاب فالانسان وجميع ما يقوم به من الأصوات والحركات وغيرها مخلوق كائن بعد ان لم يكن والرب تعالى بما يقوم به من صفاته وكلماته وأفعاله غير مخلوق والعباد إذا قرأوا كلامه فان كلامه الذى يقرؤنه هو كلامه لا كلام غيره وكلامه الذى تكلم به لا يكون مخلوقا وكان ما يقرؤن به كلامه من حركاتهم وأصواتهم مخلوقا وكذلك ما يكتب فى المصاحف من كلامه فهو كلامه مكتوبا فى المصاحف وكلامه غير مخلوق والمداد الذى يكتب به كلامه وغير كلامه مخلوق