عن أحمد وهو المأثور عم عامة أئمة السنة والحديث انهم كانوا يقولون من قال القرآن مخلوق فهو كافر ومن قال ان الله لا يرى في الآخرة فهو كافر ونحو ذلك .
ثم حكى أبو نصر السجزي عنهم في هذا قولين ( أحدهما ( انه كفر ينقل عن الملة قال وهو قول الاكثرين و ( الثاني ( انه كفر لا ينقل ولذلك قال الخطابي ان هذا قالوه على سبيل التغليظ وكذلك تنازع المتأخرون من أصحابنا في تخليد المكفر من هؤلاء فأطلق أكثرهم عليه التخليد كما نقل ذلك عن طائفة من متقدمي علماء الحديث كأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهم وامتنع بعضهم من القول بالتخليد .
وسبب هذا التنازع تعارض الأدلة فانهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم ثم انهم يرون من الأعيان الذين قالوا تلك المقالات من قام به من الايمان ما يمتنع ان يكون كافرا فيتعارض عندهم الدليلان وحقيقة الأمر انهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في الفاظ العموم في نصوص الشارع كلما رأوهم قالوا من قال كذا فهو كافر اعتقد المستمع ان هذا اللفظ شامل لكل من قاله ولم يتدبروا ان التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين وان تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين