ذلك من الاضطراب ف ( مسألة تكفير أهل البدع والأهواء ( متفرعة على هذا الأصل .
ونحن نبدأ بمذهب أئمة السنة فيها قبل التنبيه على الحجة فنقول المشهور من مذهب الإمام أحمد وعامة أئمة السنة تكفير الجهمية وهم المعطلة لصفات الرحمن فإن قولهم صريح في مناقضة ما جاءت به الرسل من الكتاب وحقيقة قولهم جحود الصانع ففيه جحود الرب وجحود ما أخبر به عن نفسه على لسان رسله ولهذا قال عبدالله بن المبارك انا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع ان نحكي كلام الجهمية وقال غير واحد من الأئمة انهم اكفر من اليهود والنصارى يعنون من هذه الجهة ولهذا كفروا من يقول ان القرآن مخلوق وان الله لا يرى في الآخرة وان الله ليس على العرش وان الله ليس له علم ولا قدرة ولا رحمة ولا غضب ونحو ذلك من صفاته .
واما ( المرجئة ( فلا تختلف نصوصه انه لا يكفرهم فإن بدعتهم من جنس اختلاف الفقهاء في الفروع وكثير من كلامهم يعود النزاع فيه إلى نزاع في الألفاظ والأسماء ولهذا يسمى الكلام في مسائلهم ( باب الأسماء ( وهذا من نزاع الفقهاء لكن يتعلق بأصل