و يربونهم عليها و قد قال صلى الله عليه و سلم ( إني أبيت عند ربي يطعمني و يسقيني ( و قد أخبر الله تعالى أن القرآن شفاء لما فى الصدور و الناس الى الغذاء أحوج منهم الى الشفاء فى القلوب و الأبدان و في الصحيحين عنه صلى الله عليه و سلم قال ( مثل ما بعثنى الله به من الهدي و العلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة أمسكت الماء فأنبتت الكلأ و العشب الكثير و كانت منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس و سقوا و زرعوا و كانت منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء و لا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله و نفعه ما بعثنى الله به من الهدي و العلم و مثل من لم يرفع بذلك رأسا و لم يقبل هدي الله الذي أرسلت به ( .
فأخبر أن ما بعث به للقلوب كالماء للأرض تارة تشربه فتنبت و تارة تحفظه و تارة لا هذا و لا هذا و الأرض تشرب الماء و تغتذي به حتى يحصل الخير و قد أخبر الله تعالى أنه روح تحيا به القلوب فقال ( ^ و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان و لكن جعلناه نورا لنهدي نهدي به من نشاء من عبادنا و إنك لتهدي الى صراط مستقيم ^ .
وإذا كان ما يوحيه الى عباده تارة يكون بوساطة ملك و تارة بغير و ساطة فهذا للمؤمنين كلهم مطلقا لا يختص به الأنبياء قال