و هذا كلامه سبحانه هو خبر و إنشاء يتضمن أن الرحمة تسبق الغضب و تغلبه و هو سبحانه لا يدعو غيره أن يفعل كما يدعوه الملائكة و غيرهم من الخلق بل طلبه بأمره و قوله و قسمه كقوله لأفعلن كذا و قوله كن فيكون و قوله لأفعلن كذا قسم منه كقوله ( ^ لأملأن جهنم منك و ممن تبعك ^ ( و قوله ( ^ و لكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين ^ ( و قوله ( ^ و عد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي إرتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ^ ( و قوله ( ^ كتب الله لأغلبن انا و رسلي إن الله قوي عزيز ^ ( و هذا و عد مؤكد بالقسم بخلاف قوله ( ^ إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا فى الحياة الدنيا ^ ( فإن هذا و عد و خبر ليس فيه قسم لكنه مؤكد باللام التى يمكن أن تكون جواب قسم و قوله ( ^ و عدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها ^ ( و قوله ( ^ و إذ يعدكم الله إحدي الطائفتين ^ ( و نحو ذلك و عد مجرد .
.
وقد قال تعالى ( ^ و ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا و حيا أو من و راء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ^ ( فأخبر أنه يوحي الى البشر تارة و حيا منه و تارة يرسل رسولا فيوحي الى الرسول بإذنه ما يشاء .