و أيضا فإنه ذكر في الآية ( ! 2 < رب الناس ملك الناس إله الناس > 2 ! ( فإن كان المقصود أن يستعيذ الناس بربهم و ملكهم و إلههم من شر ما يوسوس فى صدورهم فإنه هو الذي يطلب منه الخير الذي ينفعهم و يطلب منه دفع الشر الذي يضرهم و الوسواس أصل كل شر يضرهم لأنه مبدأ للكفر و الفسوق و العصيان و عقوبات الرب إنما تكون على ذنوبهم و إذا لم يكن لأحدهم ذنب فكل ما يصيبه نعمة فى حقه و إذا إبتلى بما يؤلمه فإن الله يرفع درجته و يأجره إذا قدر عدم الذنوب مطلقا لكن هذا ليس بواقع منهم فإن كل بنى آدم خطاء و خير الخاطئين التوابون و قد قال تعالى ( ^ و حملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين و المنافقات و المشركين و المشركات و يتوب الله على المؤمنين و المؤمنات ^ ( .
.
فغاية المؤمنين الأنبياء فمن دونهم هي التوبة قال الله تعالى ( ! 2 < فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم > 2 ! ( و قال نوح ( رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم و الا تغفر لي و ترحمني أكن من الخاسرين ( و قال إبراهيم و إسماعيل ( ^ ربنا و اجعلنا مسلمين لك و من ذريتنا أمة مسلمة لك و أرنا مناسكنا و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم ^ ( و قال موسى ( ^ أنت و لينا فاغفر لنا و ارحمنا و أنت خير الغافرين ^ ( و دعاء نبينا بمثل ذلك كثير معروف .