إسم و فعل و حرف جاء لمعنى ليس بإسم و لا فعل فإنه لما كان معروفا من اللغة أن الإسم حرف و الفعل حرف خص هذا القسم الثالث الذي يطلق النحاة عليه الحرف أنه جاء لمعنى ليس بإسم و لا فعل و هذه حروف المعانى التى يتألف منها الكلام .
.
و أما حروف الهجاء فتلك إنما تكتب على صورة الحرف المجرد و ينطق بها غير معربة و لا يقال فيها معرب و لا مبنى لأن ذلك إنما يقال في المؤلف فإذا كان على هذا القول كل ما سوى هذه محكم حصل المقصود فإنه ليس المقصود إلا معرفة كلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم ثم يقال هذه الحروف قد تكلم فى معناها أكثر الناس فإن كان معناها معروفا فقد عرف معنى المتشابه وإن لم يكن معروفا و هي المتشابه كان ما سواها معلوم المعنى و هذا المطلوب .
.
وأيضا فإن الله تعالى قال ( ^ منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات ^ ( و هذه الحروف ليست آيات عند جمهور العلماء و إنما يعدها آيات الكوفيون .
و سبب نزول هذه الآية الصحيح يدل على أن غيرها أيضا متشابه و لكن هذا القول يوافق ما نقل عن اليهود من طلب علم المدد من حروف الهجاء .