.
ولم يقل السلف أن النبى سمعه من الله تعالى كما يقول ذلك بعض المتأخرين قال الله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ) وفى الصحيحين عن إبن مسعود قال قال لي النبى ( اقرأ على القرآن ( قلت أقرأ عليك وعليك أنزل قال ( انى أحب أن أسمعه من غيرى ( فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت الى هذه الأية ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) قال ( حسبك ( فنظرت فإذا عيناه تذرفان من البكاء .
والنبى سمعه من جبريل وهو الذى نزل عليه به وجبريل سمعه من الله تعالى كما نص على ذلك أحمد وغيره من الأئمة قال تعالى ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) وقال تعالى ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين ) وقال تعالى ( وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) فأخبر سبحانه أنه نزله روح القدس وهو الروح الأمين وهو جبريل من الله بالحق ولم يقل أحد من السلف أن النبى سمعه من الله وإنما قال ذلك بعض المتأخرين .