يخرج من بين فرث و دم و إذا بقى أياما يتغير طعمه و لا نعرف عسلا إلا من نحل تصنعه في بيوت الشمع المسدسة فليس هو عسلا مصفى و لا نعرف حريرا إلا من دود القز و هو يبلى و قد علمنا أن ما و عد الله به عباده ليس مماثلا لهذه لا فى المادة و لا فى الصورة و الحقيقة بل له حقيقة تخالف حقيقة هذه و ذلك هو من التأويل الذي لا نعلمه نحن قال إبن عباس ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء .
.
لكن يقال فالملائكة قد تعلم هذا فيقال هي لا تعلم ما لم يخلق بعد و لا تعلم كل ما فى الجنة و أيضا فمن النعم ما لا تعرفه الملائكة و التأويل يتناول هذا كله و إذا قدرنا أنها تعرف ما لا نعرفه فذاك لا يكون من المتشابه عندها و يكون من المتشابه عندنا فإن المتشابه قد يراد به ما هو صفة لازمة للآية و قد يراد به ما هو من الأمور النسبية فقد يكون متشابها عند هذا ما لا يكون متشابها عند هذا .
.
و كلام الإمام أحمد و غيره من السلف يحتمل أن يراد به هذا فإن أحمد ذكر فى رده على الجهمية أنها إحتجت بثلاث آيات من المتشابه قوله تعالى ( ^ و هو الله فى السموات و فى الأرض ^ ( و قوله ( ^ ليس كمثله شيء ^ ( و قوله ( ^ لا تدركه الأبص ( و قد فسر أحمد قوله