دامت قلوبكم و أهواؤكم و احدة و لم تلبسوا شيعا و لم يذق بعضكم بأس بعض فأمروا و انهوا فإذا إختلفت القلوب و الأهواء و ألبستم شيعا و ذاق بعضكم بأس بعض فأمرؤ و نفسه فعند ذلك جاء تأويل هذه الآية .
.
فابن مسعود رضي الله عنه قد ذكر فى هذا الكلام تأويل الأمر و تأويل الخبر فهذه الآية عليكم أنفسكم من باب الأمر و ما ذكر من الحساب و القيامة من باب الخبر و قد تبين أن تأويل الخبر هو و جود المخبر به و تأويل الأمر هو فعل المأمور به فالآية التى مضي تأويلها قبل نزولها هي من باب الخبر يقع الشيء فيذكره الله كما ذكر ما ذكره من قول المشركين للرسول و تكذيبهم له و هي و إن مضي تأويلها فهى عبرة و معناها ثابت في نظيرها و من هذا قول إبن مسعود خمس قد مضين و منه قوله تعالى ( ^ إقتربت الساعة و إنشق القمر ^ ( .
.
وإذا تبين ذلك فالمتشابه من الأمر لابد من معرفة تأويله لأنه لابد من فعل المأمور و ترك المحظور و ذلك لا يمكن إلا بعد العلم لكن ليس فى القرآن ما يقتضي أن فى الأمر متشابها فإن قوله ( و أخر متشابهات ( قد يراد به من الخبر فالمتشابه من الخبر مثل ما أخبر به فى الجنة من اللحم و اللبن و العسل و الماء و الحرير و الذهب فإن بين