لكن أولئك اشد اتباعا للاثارة النبوية وأقرب إلى مذهب أهل السنة من المعتزلة ونحوهم من وجوه كثيرة .
ولهذا وافقهم فى بعض ما ابتدعوه كثير من أهل الفقه والحديث والتصوف لوجوه .
أحدها كثرة الحق الذى يقولونه وظهور الاثارة النبوية عندهم الثانى لبسهم ذلك بمقاييس عقلية بعضها موروث عن الصابئة وبعضها مما ابتدع فى الإسلام واستيلاء ما فى ذلك من الشبهات عليهم وظنهم انه لم يمكن التمسك بالاثارة النبوية من أهل العقل والعلم الا على هذا الوجه الثالث ضعف الأثارة النبوية الدافعة لهذه الشبهات والموضحة لسبيل الهدى عندهم .
الرابع العجز والتفريط الواقع فى المنتسبين إلى السنة والحديث تارة يروون ما لا يعلمون صحته وتارة يكونون كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب الا أمانى ويعرضون عن بيان دلالة الكتاب والسنة على حقائق الأمور