جسم فصفات الرب لازمة دائمة ليست من جنس الأعراض القائمة بالأجسام .
وهؤلاء أهل الكلام القياسى من الصفاتية فارقوا أولئك المبتدعة المعطلة الصابئة فى كثير من أمورهم واثبتوا الصفات التى قد يستدل بالقياس العقلى عليها كالصفات السبع وهى الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام ولهم نزاع فى السمع والبصر والكلام هل هو من الصفات العقلية أو الصفات النبوية الخبرية السمعية ولهم اختلاف فى البقاء والقدم وفى الادراك الذى هو ادراك المشمومات والمذوقات والملموسات ولهم ايضا اختلاف فى الصفات السمعية القرآنية الخبرية كالوجه واليد فاكثر متقدميهم أو كلهم يثبتها وكثير من متأخريهم لا يثبتا وأما ما لا يرد إلا فى الحديث فأكثرهم لا يثبتها ثم منهم من يصرف النصوص عن دلالتها لأجل ما عرضها من القياس العقلى عنده ومنهم من يفوض معناها وليس الغرض هنا تفصيل مقالات الناس فيما يتعلق بسائر الصفات وإنما المقصود القول فى رسالة الله وكلامه الذى بلغته رسله فكان هؤلاء بينهم وبين أهل الوراثة النبوية قدر مشترك بما سلكوه من الطرق الصابئة فى أمر الخالق واسمائه وصفاته فصار فى مذهبهم فى الرسالة تركيب من الوراثتين لبسوا حق ورثة الأنبياء بباطل ورثة اتباع الصائبة كما كان فى مذهب أهل الكلام المحض المبتدع كالمعتزلة تركيب وليس بين الاثارة النبوية وبين الاثارة الصابئة