عرف فى الإسلام من تكلم به أو بمعناه إلا في أواخر الدولة الأموية لما ظهر جهم بن صفوان و الجعد بن درهم ثم ظهر فى المعتزلة .
.
فقد تبين أن من قال الجسم هو المؤلف المركب و اعتقد أن الأجسام مركبة من الجواهر الفردة فقد ادعى معنى عقليا ينازعه فيه أكثر العقلاء من بنى آدم و لم ينقل عن أحد من السلف أنه و افقه عليه و أنه جعل لفظ الجسم في إصطلاحه يدل على معنى لا يدل عليه اللفظ فى اللغة فقد غير معنى اللفظ فى اللغة و ادعى معنى عقليا فيه نزاع طويل و ليس معه من الشرع ما يوافق ما ادعاه من معنى اللفظ و لا ما ادعاه من المعنى العقلي فاللغة لا تدل على ما قال و الشرع لا يدل على ما قال و العقل لم يدل على مسميات الألفاظ و إنما يدل على المعنى المجرد و ذلك فيه نزاع طويل و نحن نعلم بالاضطرار أن ذلك المعنى الذي و جب نفيه عن الله لا يحتاج نفيه الى ما أحدثه هذا من دلالة اللفظ و لا ما ادعاه من المعنى العقلي بل الذين جعلوا هذا عمدتهم فى تنزيه الرب عن نفى مسمى الجسم لا يمكنهم أن ينزهوه عن شيء من النقائص ألبتة فإنهم إذا قالوا هذا من صفات الأجسام فكل ما أثبتوه هو أيضا من صفات الأجسام مثل كونه حيا عليما قديرا بل كونه موجودا قائما بنفسه فإنهم لا يعرفون هذا فى الشاهد