بذلك في قوله ( ^ أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات و الأرض و لم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى ^ ( فإن القوم ما كانوا ينازعون في أن الله يخلق فى هذه الدار ناسا أمثالهم فإن هذا هو الواقع المشاهد يخلق قرنا بعد قرن يخلق الولد من الوالدين و هذه هي النشأة الأولى و قد علموها و بها إحتج عليهم على قدرته على النشأة الآخرة كما قال ( ^ و لقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون ^ ( و قال ( ^ و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه قال من يحيى العظام و هي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم ^ ( و قال ( ^ يا أيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة و غير مخلقة لنبين لكم ^ ( .
و لهذا قال ( ^ على أن نبدل أمثالكم و ننشئكم فيما لا تعلمون ^ ( قال الحسن بن الفضل البجلي الذي عندي في هذه الآية ( ^ و ننشئكم فيما لا تعلمون و لقد علمتم النشأة الأولى ^ ( أي أخلقكم للبعث بعد الموت من حيث لا تعلمون كيف شئت و ذلك أنكم علمتم النشأة الأولى كيف كانت فى بطون الأمهات و ليست الأخرى كذلك و معلوم أن النشأة الأولى كان الإنسان نطفة ثم علقة ثم مضغة مخلقة ثم ينفخ فيه الروح و تلك النطفة من منى الرجل و المرأة و هو يعذبه بدم الطمث الذي يربي به الجنين فى ظلمات ثلاث ظلمة المشيمة و ظلمة