كالرحم للولد و هو الحراق و الصوفان و نحو ذلك مما يكون أسرع قبولا للنار من غيره كما علقت المرأة من الرجل و قد لا تعلق النار كما قد لا تعلق المرأة و قد لا تنقدح نار كما لا ينزل مني و النار ليست من جنس الزنادين بل تولد النار منهما كتولد حيوان من الماء و الطين فإن الحيوان نوعان متوالد كالإنسان و بهميمة الأنعام و غير ذلك مما يخلق من أبوين و متولد كالذي يتولد من الفاكهة و الخل و كالقمل الذي يتولد من و سخ جلد الإنسان و كالفأر و البراغيث و غير ذلك مما يخلق من الماء و التراب .
.
وقد تنازع الناس فيما يخلقه الله من الحيوان و النبات و المعدن و المطر و النار التى تورى بالزناد و غير ذلك هل تحدث أعيان هذه الأجسام فيقلب هذا الجنس إلى جنس آخر كما يقلب المنى علقة ثم مضغة أولا تحدث إلا أعراض و أما الأعيان التى هي الجواهر فهي باقية بغير صفاتها بما يحدثه فيها من الأكوان الأربعة الإجتماع و الإفتراق و الحركة و السكون على قولين .
فالقائلون بأن الأجسام مركبة من الجواهر المنفردة التى لا تقبل التجزي كما يقوله كثير من أهل الكلام و إما من جواهر لا نهاية لها كما يحكى عن النظام .